التعلم
الذاتــــــــي
=============
هو
من أهم أساليب التعليم التي تتيح
توظيف
مهارات التعليم بفاعلية ، مما يساعد في تطوير الإنسان سلوكيا ومعرفيا ووجدانيا ، وتزوده بسلاح
هام يمكنه من استيعاب معطيات العصر القادم ، وهو نمط من أنماط التعلم الذاتي نعلم فيه
المتعلم
كيف يتعلم ما يريد هو بنفسه أن يتعلمه .
إن
امتلاك المتعلم لمهارة التعلم الذاتي تمكنه من التعلم في كل الأوقات وطوال العمر داخل المدرسة
وخارجها ،وهو ما يعرف بالتربية المستمرة ، ولذلك يرى الباحث أن تدريب المتعلم على التعلم
الذاتي يجعله أكثر اعتمادا على نفسه في التعلم واستخدام التقنيات وتكنولوجيا المعلومات والمعرفة ،وتوظيفها بطريقة
علمية في حياته ، فيصبح بذلك قادرا
على الإفادة من الحاسوب وتوظيفه في حل المشكلات العلمية والاتصال من خلاله بشبكة الإنترنت
العالمية ، وبالتالي يستطيع الوصول إلى مصادر المعرفة في أماكنها مهما كانت بعيدة وبكل لغات العالم .
مفهوم
التعلم الذاتي :
أورد المربون عدة تعاريف
للتعلم الذاتي منها :
1-التعلم
الذاتي : \" محاولة المتعلم تعليم نفسه بدون
الاستعانة بمعلم أو موجه
.\"( )
2- التعلم الذاتي : \"مجموعة من الإجراءات
لإدارة عملية التعلم بحيث يندمج المتعلم بمهمات تعليمية تتناسب واحتياجاته وقدراته الخاصة ومستوياته
المعرفية والعقلية .( )
ويرى
الباحث أن التعلم الذاتي هو تعليم الفرد نفسه بنفسه مستفيدا من الامكانات المحيطة به من معلمين
ومكتبات علمية ووسائل تعليمية وتقنيات تربوية وثورة معلوماتية .
وقد
نبه المربون المسلمون إلى أهمية التعلم الذاتي ، فألف برهان الدين الزر نوجي المتوفى سنة
(591هـ/1191م) كتابه تعليم المتعلم طرق التعلم ، ليدل عنوانه على ما تنادي به التربية
الحديثة من تعليم المتعلم كيف يتعلم .
ويقول
ابن خلدون :\" لما بقيت
المدارس وسائر أقطار المغرب العربي خلوا من التعليم عسر عليهم حصول الملكة والحذق في العلوم ، فتجد طالب العلم منهم
بعد ذهاب الكثير من أعمارهم في
ملازمة المجالس العلمية سكوتا لا ينطقون ، فلا يحصلون على طائل من ملكة التصرف في العلم والتعلم
.. ومما يشهد على ذلك في المغرب أن المدة المعنية لسكنى الطلبة في المدارس عندهم ست عشرة سنة ، وهي
في
تونس خمس سنين .\"( )
يتضح
من قول ابن خلدون أن الطريقة المتبعة في التدريس في المغرب العربي ألقت بظلالها على نتائج التعلم
، ولما كانت الطريقة تركز على الحفظ نتج عن ذلك ضعف المستوى وطول مدة الدراسة ، ولهذا كان الطالب في المغرب
يستغرق ثلاثة أضعاف المدة التي يستغرقها
في تونس .
ومن
هنا فإن التربية بحاجة إلى طرق تدريس قادرة على تحقيق أهدافها خاصة تلك التي تتعلق بتنمية مهارات التفكير
العليا عند الطلاب ليصبحوا
قادرين على التطور والإبداع والاعتماد على التعلم الذاتي
.
أنماط
التعلم الذاتي
==============
1-التعليم
المبرمج : Programmed Instruction
---------------------------------------------------
وهو
طريقة تقوم على
تقسيم الموضوع الدراسي إلى مجموعة من الأفكار والخطوات مرتبة ترتيبا منطقيا ،ينتقل المتعلم من
خطوة إلى أخرى انتقالا تدريجيا يعطى في نهايتها تغذية راجعة فورية .(
)
2- الحقائب التعليمية:Packages
Instruction
--------------------------------------------------
نظام
تعليمي متكامل مصمم
بطريقة منهجية تساعد المتعلمين على التعلم الفعال ، ويشمل مجموعة من المواد التعليمية المترابطة
ذات أهداف متعددة ومحددة يستطيع المتعلم أن يتفاعل معها معتمدا على نفسه وحسب سرعته الخاصة ، وبتوجيه من المعلم
أحيانا ، وتشمل الحقيبة التعليمية على :\"العنوان ، دليل الحقيبة ،
الأهداف ، أدوات الاختبار ، الأنشطة
التعليمية ، الأنشطة الإثرائية ، دليل المتعلم
( ).
3- التعلم الذاتي بواسطة الحاسب
الآلي :
--------------------------------------------------
يعد
الحاسب الآلي مثاليا للتعلم
الذاتي ، حيث يراعي الفروق الفردية بين
المتعلمين
، ويراعي السرعة الأدائية
للمتعلم ، ومما يدل على فعالية الحاسب الآلي في التعلم الذاتي أن كثيرا من المتعلمين يستطيعون الرقي
بأنفسهم في التعامل معه بمجرد معرفتهم للمبادئ الأساسية ، بالإضافة إلى وجود الكثير من البرامج المتخصصة لإرشاد المتعلم
، والإجابة على أسئلته ،
والأسلوب الشيق الذي يمتاز به الحاسوب .
4)البطاقات
التعليمية :
--------------------------
أ-
بطاقة الأعمال التي تحدد فيها المواد التعليمية .
ب-
بطاقات التصحيح : تصحيح الإجابات الواردة في صحيفة الأعمال
.
ج-
بطاقات التعبير : لتدريب المتعلم على التعبير عن المعنى العام للنص أو الحكم الفقهي .
د-
بطاقة التعليمات : بيان التعليمات المحددة لتنفيذها
.
5) صحف الأعمال :
-----------------------
وتتضمن
الأسئلة والمناقشات التي يتفاعل معها
الطلاب .
6) التعيينات الفردية :
--------------------------
وهي
وحدات تعليمية صغيرة تتضمن المدة
والمواصفات
والكمية والنوعية .
7) الألعاب المبرمجة :
---------------------------
وفيها
يتم تعليم المعارف والمهارات والاتجاهات بطريقة متدرجة في مستويات متتالية ، يتلقى الطالب التغذية
الراجعة من خلال معرفته الفورية
لنتيجة التعلم .
دور
المعلم في التعلم الذاتي :
1. التعرف على قدرات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم وإجراء الاختبارات التشخيصية والبنائية والتقويمية .
2. إعداد المواد التعليمية
اللازمة : حقائب تعليمية ، مصادر تعليمية ،تقنيات تربوية حديثة ، أفلام تعليمية ، حاسب آلي ،
3. تقديم العون للمتعلم في تطوير قدراته وتنمية ميوله واتجاهاته .
4. توجيه الطلبة إلى كيفية الحصول على المعلومة، والتعامل معها أ وكيفية توظيف التقنيات
ومصادر التعليم المختلفة .
5. توجيه الطلاب إلى نقطة
البداية
التي يجب أن يبدؤوا منها .
6. متابعة الطلاب بصفة استشارية ،وتقديم الحلول للمشاكل والعلاج للقضايا التي يمر بها الطلبة .
7) التعلم التعاوني( ) Cooperative Learning
==========================
اتجه
التربويون في القرن العشرين إلى
العناية
بالكيفية التي تمكن الطلاب من
تحقيق
تعام أفضل أكثر من عنايتهم بالكيفية التي
تمكن من تقديم درس أفضل ، وقد نجم عن هذا التبدل في التوجه حدوث انتقال من الأنشطة التعليمية
التي تتمحور حول المعلم مثل الإلقاء والمحاضرة والمناقشة اتلي يقودها المعلم إلى الأنشطة التي تتمحور حول
الطالب نفسه .
تعريف التعلم التعاوني:
يعرف (Johnson, Johnson & Smith 1991) التعليم التعاوني على أنه \"استراتيجية تدريس تتضمن
وجود مجموعة صغيرة من الطلاب
يعملون
سويا بهدف تطوير الخبرة التعليمية لكل عضو فيها إلى أقصى حد ممكن\"(
)
ويُعَرّف(
الحيلة 2001 ) التعلم التعاوني بأنه : استراتيجية تدريس تتمحور حول الطالب حيث يعمل الطالب ضمن مجموعات غير
متجانسة لتحقيق هدف تعليمي مشترك .( )
ويرى(
العُمَر )أنه يمكن صياغة تعريف موسع للتعلم التعاوني بالقول أنه : علاقة بين مجموعة من الطلاب ، تتطلب تلك العلاقة
المشاركة الإيجابية (إحساس الطلاب
بأنهم إما أن يغرقوا سويا أو ينجوا سويا
) ( )