بسم الله الرّحمن الرّحيم
أبناءنا هم رياحين الحياة وفلذات
الأكباد فقد أوصى الله تعالى الأبوين بهم خيرا ، وأمرالنبي -صلى الله عليه
وسلم- بحسن رعايتهم وتأديبهم ورحمتهم فقال -صلى الله عليه وسلم- مبينا من
هو خير الناس :" خيركم خيركم لأهله " وأعظم ألوان الخير لأفراد الأسرة حسن
الرعاية والتأديب.وإن أعظم صور تأديب الأبناء تعليمهم الصلاة وغرس محبتها
في قلوبهم ليقوموا بحقوقها خير قيام .
وقد نبه رسولنا الكريم صلى الله
عليه وسلم الأبوين إلى ضرورة ربط صلة الأبناء بالله تعالى في سن الطفولة
المبكرة – عند سن السابعة- لأن ذلك أدعى أن يشب الأولاد على محبة الله
والحرص على الصلاة ،وإدراك أسرارها وفضائلها الكثيرة فقال صلى الله عليه
وسلم :" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر
وفرقوا بينهم في المضاجع ."
أيها الأب الكريم؛ أيتها الأم الحنون؛ أيها المربي الفاضل:
إنّ أولادنا أمانة عندنا، وهبها الله تعالى لنا، وكم نتمنى جميعاً أن يكونوا صالحين، وأن يوفقهم الله في حياتهم الدينية والدنيوية.
تذكَّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " رواه البخاري (893) ومسلم (1829).
وأولادنا سوف نُسأل عنهم.
وتذكّر دعاء المؤمن: ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ).
وفي
أسلوب معاملة أولادنا يُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لأن يؤدّب
الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع " رواه أحمد (20394) والترمذيّ (1951).
والقول
المأثور: " لاعبوا أولادكم سبعاً، وأدّبوهم سبعاً وصاحبوهم سبعاً ".
ولنعلم أن أولادنا في حاجةٍ لأمور كثيرة، فهم في حاجة للحبّ وفي حاجة
للتقدير وللحرية وللنجاح.
أيها الأب الكريم؛ أيتها الأم الحنون:
أنتم
النماذج لأولادكم، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا مات
الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو
له " رواه الترمذي (1376) وقال حسن صحيح، والنسائي (3651).
فليكن هدفنا أن نجعل من أولادنا أفراداً صالحين.
وتذكّروا قول النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله عزّ وجل بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق " رواه أحمد (23906).
ومما
لاشك فيه أنَّ تربية الابن على الصلاة فريضة شرعية لإعداد الفرد الصالح
والأسرة الصالحة والمجتمع الصالح الذي يطلق عليه القران الكريم (الأمة
الوسط) والتي حمّلَها ربُّ العالمين مسئولية إقامة الحياة على منهاجه
وشريعته، لتكون نظاماً حياتياً شاملاً.
كيف نربي أولادنا على الصلاة؟
قال تعالى: ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها )
أيها الأب، أيتها الأم:
نعلم
جميعاً مكانة الصلاة في الإسلام، فمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "...
وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ " رواه أحمد (11884) والنسائي
(3939) يتبيّنُ لنا أن رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة، ووصية النبي صلى
الله عليه وسلم عند الوفاة، وهي وصية للأمة كلها: " الصلاةَ الصلاةَ وما
ملكت أيمانكم " رواه أحمد (25944) وابن ماجة (1625).
لذلك يجب أن نعلم أن تعويد الطفل على الصلاة هدف حيوي في التربية الإيمانية للطفل.
وتذكَّر
بأن الطفولة ليست مرحلة تكليف، وإنما هي مرحلة إعداد وتدريب وتعويد وصولاً
إلى مرحلة التكليف عند البلوغ فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض.
إن
كل طفل يكتسب معالم شخصيته وثقته بنفسه أولا من قبل والديه فكل طفل يحتاج
إلى التحفيز والمكافأة على كل عمل إيجابي يقوم به- وهو أمر أساسي في موضوع
التربية عموما- فكيف إذا تعلق الأمر بالصلاة