أساليب الإدارة المدرسية ( الأنماط القيادية )
"من كتاب ـ الإدارة المدرسية في ضوء الفكر الإداري المعاصرـ صلاح مصطفى.
المحاضرة السادسة عشر والسابعة عشر
الإدارة المدرسية ليست من الضروري أن تتبع نمطا معينا وإنما العملية التعليمية تتعرض لكثير من العوامل والظروف والمواقف المختلفة لذا هناك نمطا ثانويا بالإضافة إلى النمط الأساسي الذي تسير عليه الإدارة المدرسية ، ويتوقف ذلك على شخصية مدير المدرسة.
لذا يمكن القول : أن الإدارة التعاونية على سبيل المثال ليس كل ما يصدر عنها مثاليا في ذاته ، وإنما المقصود هنا ، هو أن هذا النوع أو ذاك يتصف في غالبية سماته ومميزاته التي تميزها عن غيره من الأنواع الأخرى ، وهكذا بالنسبة للإدارة الدكتاتورية أو الترسلية.
فليس من حق مدير المدرسة أن يتفرد بالسلطة ، لأن الإدارة المدرسية في حقيقتها جهاز متكامل من العاملين في المدرسة ، وفريق متعاون يسهم كل من فيه بدوره وتجمعهم وحدة عضوية رابطة العمل وتحمل المسئولية .
والأنماط الإدارية هي :
النمط السلطوي ( الاستبدادي ) أو ( الدكتاتوري ) أو (البيروقراطي) .
النمط الترسلي ( الفوضوي)
النمط التعاوني ( الإنساني).
أولاً :النمط السلطوي ( الاستبدادي ) :
سمات هذا النمط:
1- الإحساس بتملك السلطة والانفراد بالبت في الأمور وإصدار القرارات بشؤون العمل بدون استشارة والحرفية في تنفيذ التعليمات والسيطرة على الجو المدرسي وعدم الاهتمام بقيمة الفرد واحترام رأيه " يمكنك الرجوع لنظرية الإدارة العلمية لفردريك تايلور" والنظرية البيروقراطية لماكس فيبر".
2- الغموض والتعالي من قبل مدير المدرسة.
3- الاهتمام بالمظهر دون الحقيقة والشكل دون الجوهر في سير الأعمال المدرسية .
4- اتخاذ الاجتماعات المدرسية مجالا للتحدث عن النفس ، وإصدار الأوامر والقرارات وعدم إتاحة الفرصة للعاملين بالمناقشة غلا للمقربين.
5- العلاقات السطحية والجافة بين المدرسة وأولياء الأمور والبيئة المحيطة والمجتمع المحلي وبين المدير في المدرسة.
رأي لفكر الإداري المعاصر في النمط الاستبدادي
1- هذا النمط يعمل على تحسين في تأدية العمل والنمو الذاتي للهيئة العاملة ولكن ببطء شديد.
2- روح التعاون يكاد أن يكون مفقود.
3- انعدام العلاقات الإنسانية بين العاملين في المدرسة.
4- عدم الشعور بالرضا وعدم إتاحة الفرص الكافية للتقدم والرقي.
5- يعمل على قتل روح البحث والتفكير والتجديد والابتكار بين العاملين في المدرسة.
هذا النمط السلطوي يعتبر مرفوض إلا في الحالات الضرورية والقصوى لأنه يهدم شخصية العاملين ويعوق بناءها وتقدمها لأن العاملين مكلفين بتنفيذ التعليمات دون المشاركة في وضعها وهذا يؤدي على انعدام وحدة العمل الإنساني في المدرسة وهذا لا يليق مع التربية.
ثانياً :النمط الترسلي:
سمات هذا النمط
1- الإيمان بمبدأ الحرية المفرطة وهذا يعني أنه لا توجد قيود وضوابط ومحاذير في العمل.
2- لا توجد فلسفة واضحة أو سياسة مرسومة يسير عليها العاملون في العمل وهذا يعني أن الحبل متروك على الغارب والعاملون يسيرون على ما يرونه مناسبا من وجه نظرهم.
3- عدم تحديد الواجبات والمسؤوليات لدى العاملين في المدرسة.
4- الاجتماعات المدرسية تتسم بالارتجال والتخبط وعدم التخطيط المسبق وكثرة المناقشات وضعف الفاعلية لأن قراراتها وتوصياتها غير ملزمة.
5- انعدام الدور القيادي والسيطرة على المرؤوسين سواء كان ذلك بطريق مباشر أو غير مباشر.
6- هذا النمط يعمل على انعدام روح العمل الجماعي المشترك .
رأي الفكر الإداري المعاصر في النمط الترسلي :
1- لا يأخذ بعناصر الإدارة العلمية وعملياتها " كالتخطيط ، والتنظيم ، والتنفيذ، التوجيه ، والمتابعة ، والتقويم".
2- لا يكسب العاملين خبرات ومهارات جديدة ولا يرتفع بمستوى أدائهم المهني.
3- عدم القدرة على التصرف والاعتماد على النفس في المواقف التي تتطلب المعونة والنصح من مدير المدرسة ( الاتكالية).
4- النقد الشديد من قبل السلطات الإدارية العليا مما يؤدي إلى القلق والاضطراب ويؤدي إلى توتر العلاقات الإنسانية من بين الإدارة والعاملين.
5- هذا النمط يؤدي إلى ضياع الوقت وتبديد الجهد وإلى التسيب والفوضى وغلى التفكك في وحدة العمل كفريق متكامل ، وبهذا يعتبر أداة هدامة بدلا من أداة بناء.
لذلك هذا النمط لا يأخذ بعناصر الإدارة ومقوماتها وقواعدها وخصائصها ، ولذا ينحرف بعيدا عن الفكر الإداري المعاصر ، ويعوق الإدارة المدرسية في تحقيق غاياتها ويؤدي إلى الخلل والفوضى ولهذا يعتبر نمطا مرفوض تماما ، ويجب على أية مدرسة أن تبتعد عن استخدامه.
" انظر كتاب الأصول الإدارية للتربية لإبراهيم عصمت مطاوع في نظرية العلاقات الإنسانية " لإيلتون مايو".
ثالثاً :النمط التعاوني :
سمات هذا النمط:
1- الاهتمام بقيمة الفرد والعمل على إشباع الحاجات الإنسانية لدى العاملين ، فأساس العمل تقدير ظروف العاملين ومراعاة ظروفهم مع مراعاة الصالح العالم للعمل المدرسي ( ارجع إلى نظرية الإدارة كعملية اجتماعية " يعقوب جيتزلز " وكذلك نظرية الحاجات " ماسلو " كتاب الإدارة التعليمية لمحمد منير مرسي .
2- التعرف على حاجات وميول العاملين في المدرسة وقدراتهم واستعداداتهم وطاقاتهم لاستثمار أكبر قدر ممكن من هذه الطاقات وتوظيفها لما يخدم تحقيق الأهداف التعليمية للاستفادة من خبرات العاملين. للمدرسة وأنه جزء منها.
3- الأخذ بمبدأ المشاركة الجماعية في اتخاذ القرارات وتنفيذها ، بمعنى أن العاملين في المدرسة يعملون كمجموعة واحدة متماسكة بدلا من تعاملهم كأفراد ،لذا يشعر كل فرد بملكيته وأنه جزء منها.
4- تحديد المسؤوليات والواجبات ووضوح التعليمات وهذا يساعد على المسؤوليات المشتركة بين العاملين في المدرسة.
5- انعقاد الاجتماعات الدورية ويحدد قبلها جدول أعمال بوقت كاف حتى يكون الرأي الناضج والسديد والذي يصل إلى القرار الرشيد.
رأي الفكر الإداري المعا صرفي النمط التعاوني.
1- يراعي التوازن والتوفيق بين وجهات النظر بين العاملين في المدرسة في إطار توفير الاحترام الكافي لآراء من يختلفون معه في الرأي .
2- يهتم بذاتية الفرد ويوفر الفرص للعاملين في اتخاذ القرارات السليمة في حل المشكلات .
3- يساعد على التجديد والابتكار والبحث والدراسة.
4- يحدث التعاون و ينمي العلاقات الإنسانية الجيدة ويعمل على تبادل الخبرات المهنية.
ممكن إضافات أشياء أخرى من السمات قياسا على ما ورد في النمطين السابقين .
لذلك يعد هذا النمط من أفضل الأنماط استخداما في الإدارة لما فيه من الأخلاق الفاضلة والموضوعية في الرأي والجدية في العمل ولكنه أصعب الأنماط تطبيقا وتحقيقا.