[center]نشاط المطالعة
يندرج مسعى نشاط المطالعة ضمن الأنشطة الأساسية في وحدة اللغة العربية باعتبار أن المطالعة هي الحصيلة التعلمية لمواد اللغة العربية عندما يتوصل المتعلم إلى توظيف مكتسباته ومهاراته القرائية، لأن المطالعة هي عملية بصرية فكرية إدراكية تسمح له باختبار قدرة القراءة الذاتية والتعلم الذاتي.
ومن هنا وجب تدريب التلميذ على المطالعة مع بداية السنة الثالثة الابتدائية بواسطة السعي إلى جعلها سلوكا تلقائيا لديه ليستزيد منها ويستمتع بها عندما يتفاعل مع المقروء ويفهمه، وبذلك تصبح المطالعة نشاطا مركزيا في مسار التعلم وما بعد التعلم، مما تطلب التبكير بإدراجها في الحصص التعليمية قصد تدريب المتعلم عليها واكتسابها عادة حسنة تتسم بالإقبال عليها داخل وخارج المدرسة.
من القراءة إلى المطالعة :
إن القراءة هي قاعدة الانطلاق إلى المطالعة، إذ يتوقف نشاط المطالعة على مدى تحقيق الكفاءات التعلمية المقصودة في القراءة، لأن القراءة ترتبط بتوجيه المعلم وإشرافه المباشر لتجسيد القدرات والمهارات المطلوبة فيها.
وبناء على ذلك يبدأ المعلم مع بداية السنة الثالثة الابتدائية في تقريب المطالعة من التلميذ والتدرج به في توظيف المكتسبات التي سخرتها القراءة من أجل الوصول إلى المطالعة، وبالنظر إلى أن السنة الثالثة هي سنة القراءة، فإن المطالعة تعد مجالا لتذليل صعوبات القراءة.
أهداف المطالعة في السنة الثالثة الابتدائية :
1-الترغيب المتدرج في مطالعة النصوص الطويلة.
2-التدريب على تقديم قصة.
3-فسح المجال أمام المتعلم لإبداء الرأي في بعض المواقف والأحداث التي تصورها القصة.
4-التمكن المتدرج من تمثل بناء القصة كأن يتصور خاتمة أخرى لها أو يحول جزءا منها إلى حوار.
5-التحفيز على البحث عن المعاني والألفاظ من خلال استعمال القاموس لربط المطالعة بالفهم.
6-تربية التلميذ على سلوك المطالعة باستمرار.
7-تنمية حب الاستطلاع واكتشاف الجديد.
إنجاز حصة المطالعة :
إن التكيف مع أشكال المطالعة التي تنجز بدرجات متفاوتة في الوسط المدرسي يصبح حافزا على التجسيد الفعلي لنشاط المطالعة في كل الحالات باعتبارها نشاطا يسمح بتحقيق الكفاءات التعلمية لدى تلميذ السنة الثالثة الابتدائية. وعليه يمكن الأخذ بالاعتبارات التالية عند إنجاز حصة المطالعة :
§في حالة توفر العنوان أو الموضوع : لتمكين كل تلميذ من المطالعة :
وهي الوضعية التي يقوم فيها التلميذ بالمطالعة الفردية، مما يسهل إنجاز النشاط وتحقيق تنافس التلاميذ عند تنظيم مناقشة المقروء أو سرد أجزاء من مضمونه والبحث فيه لإبراز الجوانب والأفكار التي تستقطب اهتمام التلميذ.
§في حالة قلة العنوان أو الموضوع لتمكين الفوج من المطالعة :
وهي الوضعية التي تستدعي التكيف وتنظيم نشاط المطالعة بتوزيع العناوين المتوافرة على مجموعات كل منها تختار حاكيا بينما يسجل البقية مختلف أحداث القصة ليقدم أهم ما يراه كل تلميذ في المجموعة حول المضمون.
وفي الحالتين يمكن للمعلم أن يتبع المراحل الآتية :
أ-مرحلة الاستعداد للمطالعة حيث يمهد المعلم للعنوان بما يناسبه وبدعوة التلاميذ إلى قراءة القصة بعد أن يكون المعلم نفسه على دراية بمضمون القصة قصد الإجابة عن بعض تساؤلاتهم أو توقع بعض الأفكار الجديدة منهم.
ب-مرحلة المطالعة الفعلية :
يدعو المعلم التلاميذ إلى المطالعة المتمعنة، ويتابعهم بطريقة غير مباشرة بهدف تصحيح بعض العادات السيئة، أو تنبيههم أو توجيههم.
ج- مرحلة اختبار أثر المطالعة :
يمكن أن يوجه المعلم بعض الأسئلة القصيرة حول مضمون القصة ويشجع التلاميذ على إبداء رأيهم حول بعض أحداثها أو استخلاص العبرة منها أو إبراز بعض اهتماماتهم من خلالها، وأحيانا شرح بعض الألفاظ والمعاني.
د- مرحلة استثمار المطالعة :
قد تكون هذه المرحلة مستقلة عن حصة نشاط المطالعة لأن المعلم يمكن أن يستغل نشاط المطالعة بربطه بالمشروع أو نشاط الإدماج عندما يجعل موضوع المطالعة محورا لإنجاز مسرحية بنص جديد من وضع التلاميذ، أو التعبير الكتابي حول فكرة رئيسية وردت في القصة