Admin Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 785 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 الموقع : https://bahbah.ahlamontada.com
| موضوع: المشروع البيداغوجي الثلاثاء أبريل 20, 2010 11:05 am | |
| نظام المشروع
يمثل المشروع أساس التعلّم في المنظور البنائي، إذ أن التعلمات وفقا لهذا المنظور تمنح المتعلم دورا نشيطا وحيويّا يساعده على المشاركة الفعّالة في بناء المعرفة وتنمية مهاراته وتحقيق التواصل الاجتماعي مع بقيّة أطراف الفصل. كما تتيح له هذه المقاربة إطارا متعدد الاختصاصات يسهّل لديه إدماج عدّة أنشطة فيتّسع أفقه وتغتني تجربته. إنّ التلميذ في سعي مستمرّ إلى بناء العالم كي يندمج فيه ويحتلّ موقعا منه. لذلك ليست علاقته بالمعرفة علاقة علمية تخص تلك المعرفة وإنما علاقته بها في ما يصلح له منها بصفة عمليّة فيستغلّه ويدمجه ضمن الجهد العامّ الذي يبذله من أجل التكيّف وبناء العالم. وباعتماد زاوية النظر إلى المعرفة هذه تُذلّل الكثير من المشاكل البيداغوجيّة والصّعوبات التّعلّميّة كالتنمية الذهنيّة والدافعيّة لأنه لم يعد في التلاميذ من ليس في وسعه أن يتعلم أو من هوغير قادرعلى النجاح. إنّ التلميذ يبني معرفته في خضمّ تكييفه لهذه المعرفة وتكيّفه معها، ولا تكسب المعرفة عنده معنى أو دلالة إلاّ إذا أسهمت في حلّ مشاكل تعترضه أو ساعدته على إنجاز مشروع اختطّه لنفسه. وبهذا المعنى لايكون للمعرفة إلاّ تعريف واحد هو البناء سواء كان ذلك فرديّا أو جماعيّا إذ ليس للمرء من مصلحة في معرفة ما إذا لم ير أنّها مؤهّلة لحلّ مشكل. بهذه المعرفة التي يبنيها المتعلم بنفسه ويستثمر في بنائها موارده المدرسيّة وغير المدرسيّة يمكنه أن يتخيّل ويبتكر ويبدع. وبهذا يتقلص الفارق بين ما يعرفه المتعلم وما لا يعرفه وما ينبغي أن يعرفه. وتصبح حياة المتعلم في المدرسة مشروعا مفتوحا من أجل بناء المعرفة الجديدة على أساس المعرفة العفويّة. إنّ الاشتغال على المشاريع من شأنه أن ييسّر على المعلّم قراءة البرنامج وتنفيذه وبذلك يصبح المشروع ضربا من السعي إلى تطوير الواقع وإنماء الكفايات المستوجبة لدى المتعلمين استنادا إلى ما يتمّ رصده من اشكاليّات تقتضي البحث عن حلول وحلول بديلة عنها وممارسة الفكر النقدي والمساءلة والحوار والإخبار حيث يوظف التواصل مع الآخرين والعمل معهم من أجل العيش في فضاء تربوي ينمّي شخصيّة المتعلم في جميع أبعادها و يؤهله للقيام بأدواره المستقبليّة في مجتمع راهن على التربية والتعليم والتكوين باعتبارها أهمّ عوامل اكتساب القدرة التنافسيّة وذلك في إطار ما انعقد عليه القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي من مبادئ وقيم وما نصّت عليه فصوله في مجالات التعلم من مقاربات وفي مجالات التقييم من تقنيّات وما تتسم به هذه المجالات من تكامل وتفاعل. يعتبر المشروع البيداغوجي نشاطا محدودا في الزمن يرمي من خلال إنجاز محسوس إلى تحقيق عدّة أهداف تربوية ويوفر مجالا يضع المتعلم في مركز الاهتمام ويحفز لانخراطه المعرفي والاجتماعي في الفصل. ففي المستوى المعرفي يتيح المشروع البيداغوجي امتلاك كفايات ومهارات وتنمية مواقف وييسّر الادماج عبر الكفايات الأفقية. وفي المستوى الاجتماعي يوفر المشروع فضاء للتواصل والتعاون والتدرّب على تحمّل المسؤوليّة. ويتيح دعم الكفايات المنهجيّة الحاصلة من خلال حلّ الوضعيّة المشكل.
مراحل إنجاز مشروع بيداغوجي: يتضمن المشروع ثلاث مراحل أساسيّة.
1. مرحلة الإعداد والتخطيط للمشروع: وتتمثل هذه المرحلة أساسا في اختيار المشروع وبحث قابلية تنفيذه وتنظيم العمل وضبط الموارد الضرورية له.
أ/ مرحلة اختيار المشروع: وتهدف هذه المرحلة إلى جعل المتعلم يتبنّى المشروع أو يرفضه. وتقوم هذه المرحلة على عدّة خطوات: *التحسّس: حيث يتمّ ضبط القضيّة وعناصرها وعلاقتها بالتلميذ. كما يتمّ تحديد مختلف جوانبها وأبعادها وعلاقتها بأهداف المشروع وتوضيح أسباب اختياره لهذه القضيّة ويعتمد في ذلك على المدارات والملامح وواقع التلميذ وقدراته والكفايات المنتظرة. *التصوّر: يبني المتعلم صورة ذهنيّة للمشروع يقترب يقترب من خلالها للمشروع في صورته النهائيّة شكلا ومضمونا *التبني: من خلال الأنشطة السابقة " التحسس والتصوّر" يتضح لدى المتعلم موقف منه فإمّا التبني ومواصلة العمل وبحث قابليّة التنفيذ وإمّا الرّفض. فإذا ما تمّ قبول المشروع وتبنيه يصبح بذلك المتعلم صاحب القضيّة فينخرط في العمل بكلّ تلقائيّة ومسؤوليّة.
ب/ التخطيط: في هذه المرحلة يتمّ تنظيم العمل وضبط الموارد الضروريّة واللازمة له. وتتمّ خلالها إنجاز مجموعة من العمليّات تضمن النجاح للمشروع عموما. وهي في الحقيقة تضمن نجاعة العمليّة التعليميّة. ومن الأفضل بيداغوجيّا أن يأخذ التخطيط الحيّز الزمنيّ الأكبر في سيرورة المشروع باعتباره عمليّة تتوافق مع خصوصيّة عمليّة التعلم إذ أنها تقوم على البناء الفكري أي التعلم. ولضمان هذه المرحلة لابدّ من إجراء العمليات التالية:
- تحديد الهدف النوعي من المشروع. " لماذا المشروع ؟ "
- تحديد الهدف الكمّي من المشروع. " ماذا نريد الوصول إليه وتحقيقه؟ "
- تحديد الوقت المناسب لإنجازالمشروع والآجال الضروريّة لذلك من خلال جدولة للوقت.
- تحديد المكان ( أوالأمكنة ) الذي سيتمّ فيه إنجاز المشروع إن كان داخل القسم أو خارجه...
- ضبط الحاجيات المساعدة على إنجاز المشروع كالوسائل والموارد.
- تحديد الموارد البشريّة المساعدة على الإنجاز.
- تكوين فرق العمل وتحديد مهام كل ّمنها.
- إبراز الصعوبات التي يمكن لها أن تعرقل مسار المشروع وتحديد الوسائل التي بها تتمّ مجابهة هذه الصعوبات.
2. إنجاز المشروع: تعدّ المعلومة المادّة الأساسيّة للمشروع وعبر تعاونهم يبحث المتعلمون عنها أو يطوّرونها: جمع بيانات، إنجاز تجارب، مقارنة...، إنجاز رسوم، إعداد نصوص توضيحيّة، ... ويتابع المعلم تطوّر الإنجاز وفقا للمخطط ويمرّر المعلومة ويدعو إلى التقييم التعديلي عبر المراجعة ومناقشة الأعمال المنجزة والمهام المنتظرة ويساعد المتعلم على إنجاز المهام المنوطة بعهدته. وتأخذ هذه المرحلة حيّزا زمنيّا ضيّقا مقارنة بمرحلة التخطيط وخلالها يتمّ تحقيق ما تمّ التخطيط له زمانا ومكانا، نوعا وكمّا. هذا ويتمّ الإنجاز وفقا لمسار متدرّج تتكامل فيه التعلمات وتحصل المراوحة بين الموادّ إلى حدّ تحقيق المشروع بمختلف مراحله وأجزائه. كما يتمّ خلال هذه المرحلة تناول النشاط التقييمي بمختلف أنواعه وأهدافه. - التقييم المعرفي أو تقييم الموارد ويتمّ على مستويين المستوى الأوّل: وهو تقييم ذاتي يقوم به التلميذ ذاتيّا منتقدا نفسه أو غيره من التلاميذ. المستوى الثاني: وهو تقييم خارجي ويقوم به المعلم قصد تعرّف مستويات التملك المنتظرة من المشروع وذلك قصد تحقيق درجات الرضا ( التملك الأدنى/ التملك الأقصى ) - التقييم السلوكي: ويهدف إلى تبيّن مدى نجاح المتعلم في تحقيق ما تمّ تحديده ككفاية أفقيّة وكمكوّنات لهذه الكفاية ضمن أهداف المشروع.
3. الاستثمار البيداغوجي للمشروع: يوفرالمشروع بما أنه يقوم أساسا على المشاركة الفاعلة والفعّالة للمتعلم
* مجالا للإدماج بمختلف مستوياته فيعمل المعلم على توظيفه لتحقيق مختلف الأبعاد التعليميّة/ التعلميّة
* جعل المتعلم محور العمليّة التعليميّة التعلميّة.
* تحقيق كفاية أفقيّة بما يضمنه من ترابط بين المحتويات المعرفيّة والمهارات والسّلوكات. | |
|